التخطي إلى المحتوى الرئيسي

داديداديداديداديداايدادايديا

تحياتي للجميع

‎خصصت هذا الموضوع لترجمة ودراسة أهم المقاطع التي وردت في كتاب "ألبرت أينشتاين -كيف أرى العالم " وهو تجميع لمقالات و خواطر لعالم الفيزياء الألماني ألبرت أينشتاين الغني عن التعريف لما له من اسهامات عميقة في العلوم الفيزيائية .
‎ترجمتي الى العربية ستكون من كتاب صدر بالفرنسية كترجمة لمجموعة من المقالات و الرسائل الصادرة عن ألبرت أينشتاين نفسه وجاء ذلك استجابتا لرغبة كل من مقربيه و محبيه عبر العالم الطامحين إلى التعرف بشكل أقرب على هذه الشخصية الفذة ذات النظرة العميقة للوجود. ولهذا السبب تم انتقاء أعماله بعناية حتى يقدم الكتاب رؤية منسجمة لمختلف وجهات نظره التي لم يترك مجالا إلا و أدلى بدلوه فيه .
‎ الكتاب الذي أتكلم عنه موجود في الرابط التالي لمن يرغب في الاطلاع عليه :
http://www.biblacad.ro/UPC_Personali...monde_1934.pdf

‎ما ورد بين قوسين هو اضافة من عندي ألجأ اليها لتوضيح كل ما من شأنه أن يبدو غامضا للقارئ.
‎نقط الحذف لي وليست للكاتب
‎في الأخير , لا يسعني الا أن أتمنى للقراء قراءة ممتعة , وأتمنى أن أكون قد وفقت الى أبعد حد في الترجمة وتجنب ما أمكن الأخطاء النحوية و الاملائية ..
و يبدو أن هذه الفكرة هي فكرة جيدة لكل من يريد تفاعل أعمق مع الكتاب الذي هو بصدد قراءته وهي فكرة استلهمتها " نسخة طبق الأصل " من مبادرة الزميل العضو ساحر القرن الأخير في ترجمته لأحد الكتب الفلسفية حول ديكارت ..
وإن آخر دعوانا ألا يجوز خرق حقوق الطبع دون موافقة المؤلف صاحب العلامة ®

















المقطع الأول :

حول معنى الحياة-من ص 7 إلى ص 9 (بتصرف) :

ما المغزى من حياتنا ؟ ما المغزى من حياة الكائنات الحية ككل ؟
معرفة الاجابة على هذا السؤال يعني امتلاك مشاعر دينية. ستسألني ، وهل هناك مغزى من طرح هذا السؤال إذن ؟ (مادمت قد طرحت السؤال و أجبت عنه بنفسك)
أجيب : أي شخص منا له شعور بأن حياته وحياة أمثاله ليس فقط مجردة من الاحساس بل تعيسة و بالكاد قابلة للعيش

كم هي فريدة وضعيتنا، وكذا وضعية أمثالنا .
فكل واحد فينا ماهو على هذه الأرض إلا في زيارة قصيرة؛ هو يجهل لماذا، لكنه في الكثير من الأحيان يحس بذلك .
بدون تفكير مسبق نمتلك فكرة عامة عن الحياة اليومية ؛نحن هنا من أجل الآخرين. خصوصا من أجل أولائك الذين في ابتساماتهم و سعادتهم الشرط الأساسي لسعادتنا .
نحن هنا كذلك من أجل المجهول، من أجل قدر تربطنا به سلاسل من التعاطف و الألفة.
إليكم إذن ما أفكر فيه بشدة في غالب الأحيان : حياتي الداخلية و الخارجية مرتبطة بثمار أعمال من أعاصرهم وكذا بثمار أعمال أجدادي وأنا ملزم بارغام نفسي على أن أعطي بنفس القدر الذي استقبلته في الماضي و كذا الذي أستقبله في الحاضر .
أنا محتاج إلى عيش حياة بسيطة لكن و في الآن ذاته أنا على وعي تام وبمرارة أقولها بأنني أطالب بمنجزات غيري أكثر من الازم
عندي احساس بأن الطبقية الاجتماعية أمر لاتفسير له وبأنه مبني أساسا على العنف .
لكنني أعتقد بأن بناء حياة متواضعة لهو أمر مفيد لصحة كل شخص سواء من الناحية الجسدية أو الروحية..
كما أنني لا أومن قطعا بالمعنى الفلسفي لحرية الانسان فكل شخص فينا يتصرف وفق الاكراهات الخارجية وكذا وفق ضروريات باطنية
يقول شوبنهاور بهذا الخصوص : <<أي رجل وبدون أي شك في استطاعته القيام بأي شيء يريده .لكنه ليس في مستطاعه أن يرغب فيما يريده >>
هذه المقولة التي طالما تسربت إلى أعماقي منذ شبابي ، خصوصا في الأحداث و الاختبارات القاسية للحياة كانت دائما عزائي ومصدرا لا ينضب من التسامح و التعايش في هكذا ظروف .
فبمجرد الوعي بهذه المقولة تصير كل المسؤوليات الثقيلة و كل مصادر الاحباط هينة بحيث تدفعنا إلى عدم المبالغة في أخد الأمور على محمل الجد لتقودنا هذه الفلسفة لا نحن و لا غيرنا إلى تبني مفهوم جديد عن الحياة . مفهوم يترك مجالا لروح الدعابة.

لاطالما بدا لي من الناحية الموضوعية أن الانشغال بالبحث عن المغزى من وجودي وكذا من وجود باقي المخلوقات أمر لا معنى له . لكن بالرغم من ذلك و من جهة أخرى فكل فرد له مثله العليا التي ترشده في تكوين أحكامه و قراراته .ولهذا السبب بالخصوص لم تكن لا السعادة و لا الصحة و العافية بالنسبة لي كأسمى هدف في هذا الوجود . بل أسمي هذا النوع من المُثُل بعالم مُثُلْ الخنازير .
المثل العليا التي لاطالما أنارت طريقي وملأتني بدون انقطاع بشجاعة وقادة كانت هي الحقيقة ، الخير ، الجمال .
فلولا الاحساس بانسجام مع أولائك الذين يشاطرونني نفس قناعاتي، ولولا مطاردة ذلك الهدف الأزلي الغير ملموس في مجال الفنون وكذا البحث العلمي لكانت الحياة بالنسبة لي عبارة عن فراغ ضخم .
أما بخصوص تلك الأهداف المعتادة . تلك التي تستهلك مجهودات البشرية ،من امتلاك للخيرات و النجاح الظاهر و ذلك الترف . فإنهم كانوا ولازالوا دائما ومنذ صغري حقراء في اعتقادي .



المقطع الثاني:

حول معنى الحياة -من ص 9 إلى ص 11 (بتصرف)

في مقابل مشاعري الوقادة اتجاه العدالة و الواجبات الاجتماعية لاطالما أحسست بانعدام حاجتي إلى التقرب إلى الناس ولا حتى المجتمعات البشرية ككل . فأنا حقا كذلك الحصان الذي يريد جر العربة لوحده.
لم يسبق لي أن أعطيت من كل قلبي لا للوطن ولا إلى أرض الأجداد ولا إلى دائرة الأصدقاء ولا حتى إلى أكثر المقربين في الأسرة
بل بالعكس من ذلك فلاطالما أحسست بالغربة وبالحاجة إلى العزلة. هذه الأحساسيس لم تفتأ إلا وتتكرس في داخلي مع مرور الأعوام .
كلنا نحس بشكل قوي و بدون أسف بمدى محدودية تواصلنا و انسجامنا مع أقاربنا . بدون شك هذا النوع من الأحاسيس يفقد الفرد جزء من صراحته و جُرءته ، لكنه من جهة أخرى يضفر هذا الفرد بمجال واسع من الاستقلالية اتجاه أراء و عادات و أحكام أقرانه . فهو لن يبحث عن توازنه في هكذا أسس مهزوزة.
مثلي الأعلى السياسي هو نفسه مثلي الأعلى الديمقراطي.
بمعنى : لكل فرد الحق في احترام شخصه ولا أحد له الحق في تقديس شخصه .
ولمن سخرية الأقدار أن يكون لشخصي الكثير من التقدير و الاعجاب عند من عاصروني بدون أن يكون ذلك خطئي ولا كنت لأستحق ذلك.
يمكن أن يكون سبب هذا راجع إلى رغبة مستحيلة عند الكثير في معرفة بعض من تلك الأفكار التي توصلت إليها
بفضل ضعف قواي التي خارت بعد صراع الا متناهي، فأنا الآن على وعي تام بأنه من أجل تنظيم أي شيء، فإنه من الضروري أن يكون شخص واحد هو من يفكر يمتلك و يتحمل كل المسؤلية .
لكن لا يجب أن يكون الخاضعون تحت مسؤلية هذا الشخص بأن يكونوا مرغمين على ذلك ، بل يجب أن يكونوا هم من يختارون هذا الشخص الدي سيتزعمهم .كما أنني مقتنع تماما بأن النظام الاستبدادي الجاثم على قلوب المحكومين لا يمكنه إلا أن يتصدع في وقت قصير .فمن البديهي أنه دائما ما تكون الأنظمة المستبدة جالبة لأناس من ذوي الأخلاق المنحطة . و أنا مقتنع كذلك بأن كل طاغية داهية إلا ويخلفه نذل .
لهذا لاطالما كنت معارضا بشدة على هكذا أنظمة كتلك التي نراها اليوم في روسيا و ايطاليا.
لايجب أن ننسب إلى الديمقراطية سياسة تشويه السمعة التي تطغى على أوروبا اليوم بل يجب أن ننسب ذلك إلى انعدام استقرار من هو في هرم السلطة، وكذلك إلى الطابع الغامض للنظام الانتخابي .
من جهة أخرى اعتقد أن الولايات المتحدة هي من وجدت الطريق الصحيح ، فهم يمتلكون رئيس مسؤل لمدة زمنية طويلة بشكل كافي ويملك سلطات كافية كي يتحمل بحق و حقيقي المسؤلية.
أما بالنسبة لأنظمتنا الحاكمة فأجدني معجب كثيرا بذلك الاهتمام الخاص بالفرد في حالة المرض و العوز .
على العموم ؛ فبالنسبة لي ، ليس الدولة هي أهم عنصر في الانسانية ككل .
بل الفرد، بأحاسيسه و ابداعاته ، انها الشخصية هي الوحيدة التي تشكل لنا النبيل و كل ما هو راقي. في حين أن الحشود لا تنتج سوى الغباء و الأحاسيس المكلومة .


المقطع الثالث:

حول معنى الحياة-من ص 11 إلى ص 13 (بتصرف) :


بل الفرد، بأحاسيسه و ابداعاته ، انها الشخصية هي الوحيدة التي تشكل لنا النبيل و كل ما هو راقي. في حين أن الحشود لا تنتج سوى الغباء و الأحاسيس المكلومة


يحملني هذا الموضوع إلى التكلم عن شر الخليقة؛ هي تلك الجيوش المسلحة التابعة للنظام العسكري.
كم أكرهها !
كم أحتقر ذلك الذي في استطاعته وبكل سرور أن يمشي في صف وفق تعليمات و وراء موسيقى .
شخص مثل هذا لابد و أن يكون امتلاكه لدماغ ناجم عن خطأ ما !
نخاع شوكي كان ليكفيه ويكفيه بسخاء!
من المفروض علينا وفي أقرب الآجال أن ننهي مع هذا العار في حضارتنا : من تلك الزعامات البطولية ، وذلك الطنين لأفعال خرقاء ، تلك الروح الوطنية السامية.
كم أكره كل هذا !
كم تبدو لي الحرب خسيسة و حقيرة ، لأحب إلي أن يتم تقطيعي اربا اربا على أن أشارك في هكذا أحداث بئيسة !
على الرغم من ذلك أعتقد بوجود خير عميم في الانسانية لدرجة أنني مقتنع بأن كل هذه الفواجع كانت لتختفي منذ زمن طويل لو لم يتم افساد الفطرة السليمة للشعوب عن طريق المدرسة و الاعلام وكذا عن طريق المصالح السياسية و الاقتصادية

أجمل شيء يمكننا مكابدته هو ذلك الجانب الغامض في الحياة ، ذلك الاحساس العميق الموجود في حضن الفنون و العلوم الحقة . فكل من فقد الاحساس بالدهشة و المفاجأة فهو بذلك ليس سوى شخص ميت بعيون منطفئة .

العلم بوجود شيء منيع علينا .التعرف على مظاهر فهم أعمق للجمال البهي . تلك المفاهيم التي لا تستطيع عقلانيتنا استيعابها إلا في صورتها البدائية المتخلفة . ذلك الاحساس وتلك المعرفة هي التي تنتج لنا ذلك الاخلاص الحقيقي .
في هذا الإتجاه وفقط في هذا الإتجاه أعتبر نفسي من ضمن الأناس المتدينين بشدة .
لأنه ليس بمقدوري أن أتخيل إلها يكافيء و يعاقب جسم مخلوقاته.
إله يعبر عن ارادته بنفس الطريقة التي نفعل نحن مع أنفسنا .لا أريد ولا أستطيع حتى أن أتخيل شخص يعيش إلى موته الجسدي .
فقط النفوس الضعيفة عن خوف أو عن أنانية مثيرة للسخرية هم من يقتاتون من هكذا أفكار .
يكفيني أن أكابد ذلك الشعور الغامض بأزلية الحياة
بأن يكون عندي وعي وشعور بالتصميم البديع لكل ما هو موجود .
بأن أكدح بنشاط كي أظفر ولو بجزء يسير من المنطق الذي يتماشى مع الطبيعة .



نهاية الجزء: حول معنى ااحياة .


المقطع الرابع

في حرية التعليم <<بخصوص حالة غامبل "gumbel">>
من ص 13 إلى ص 15 (بتصرف)

كثيرة هي كراسي التدريس . ناذرون هم المدرسون النبلاء و الحكماء .
هناك الكثير من القاعات الكبيرة الخاصة بالمؤتمرات .لكن الشباب المتعطش بجد إلى المعرفة و العدالة هم أكثر نذرة .
معروف على الطبيعة أنها تنتج بوفرة الثمار البسيطة ، لكنها بخيلة جدا حيال انتاجها للثمار المعقدة .
كلنا يعرف ذلك إذن فلماذا التشكي ؟
أولم يكن دائما الأمر على هذا الحال ، وسيبقى دائما كما ما هو عليه ؟
بكل تأكيد .
كذا هو الحال . ويجب علينا أخد ما يأتينا من الطبيعة كما هو عليه .
لكن من جهة أخرى هناك ما أسميه بروح القرن .
وهي زاوية نظر خاصة بجيل معين ، بحيث تتنقل تلك الرؤية من شخص إلى آخر ، فتعطي بذلك للمجتمع بصمته الخاصة به .
فإذن يجب على كل شخص أن يعمل من موقعه حتى تتغيير روح القرن الخاص بمجتمعه .
حين تقارن الروح التي سادت الشبيبة الأكاديمية الألمانية في القرن الماضي مع الروح السائدة اليوم ، كان حينها إيمان بتحسين المجتمع الانساني .كان هناك تقدير لكل رأي مشرف.
ذلك التسامح الذي عاشه أسلافنا المقتدرون و كافحوا من أجله، كانت هناك مجهودات في سبيل أكبر وحدة سياسية ممكنة و التي أطلق عليها حينها اسم ألمانيا .
حينها كانت الشبيبة الأكادمية الحقة . أولائك الشباب هم من كانوا المعلمون و الأكادميون الحقيقيون . لأنهم هم من كانت تسود عندهم هذه المُثُل العليا .
أما اليوم فكل المجهودات التي في سبيل التقدم الاجتماعي من أجل التسامح و حرية التفكير ،وكذا من أجل وحدة سياسية أكبر والتي تسمى عندنا بأوربا (الاتحاد الأوربي لم يكن قد تشكل حينها) . كلها مازالت موجودة . لكن الإشكال الآن هو أن الشبيبة الأكادمية لم تعد ذلك الداعم للأحلام و المُثُل التي تطمح إليها الشعوب . كذلك هو الشأن بالنسبة للجسد التعليمي الأكاديمي ككل، هو الآخر لم يعد يدعم ذلك .
إذن فكل من يعتبر أن زمننا هذا قد صار مسلوب العواطف و بنظرات عيون باردة. فهو غالبا ما يعي ما يقول

نحن هنا اليوم مجتمعون لكي نتأمل في أنفسنا .السبب الرئيسي لإجتماعنا هو "حالة غامبل" .
هذا الرجل المدعوم بروح العدالة قد كتب بخصوص جريمة سياسية مازالت لم تغتفر .
بحماسته تلك و شجاعته و بموضوعيته المتميزة ،قد قدم عبر كتبه خدمة جليلة للمجتمع .
ويبدو لنا اليوم أنه مهاجٓم من قبل نقابة الطلاب بل وكذلك من طرف جزء من الجسد التعليمي لجامعته الذين يريدون طرده .
ولهذا أقول بأنه : لايجدر على التوجهات السياسية أن تذهب إلى هذا الحد.

فليكن حكم كل شخص فينا نابع عن رأيه الشخصي الذي شكله إنطلاقا من قراءته الشخصية . وليس إنطلاقا مما يقوله له الآخرون .
فلو تصرفنا هكذا لكان بمقدور "حالة غامبل" بعد بداية نسبيا عظيمة الحصول على نتائج أكثر جودة .


نهاية الجزء : في حرية التعليم

المقطع الخامس :

في الخير و الشر من ص 15 إلى ص 16 (بتصرف)

مبدئيا ، من الصواب أن نكون ملزمين بالتعبير عن إعجابنا بكل أولائك الذين ساهموا في رقي و عظمة الإنسان بل و الوجود الإنساني ككل .
لكن لو تساءلنا حول أي نوع من البشر هم؟ حينها سنواجه صعوبة كبيرة بخصوص هؤلاء الزعماء السياسون وكذا الزعماء الدينيون .
فغالبا ما يكون من الصعب تحديد ما إذا كانوا قد قاموا بما هو خير أكثر مما هو شرير .
وبناء عليه ، و بكل صدق أعتقد بأن العمل على تقديم أفضل خدمة ممكنة للناس بدل إلهائهم بأمور نبيلة لهو ولو بشكل غير مباشر العمل على ترقيتهم و تعظيمهم .
ينطبق ذلك بالدرجة الأولى على أهل الفن ، ثم يليهم أهل العلم .
صحيح أنه ليست نتائج أعمالهم هي من ترتقي بالناس وتغنيهم أخلاقيا . بل مجهوداتهم صوب الفهم و الافهام . ذلك العمل الثقافي المنتج و المتلقي .
من الأكيد كذلك أنه سيكون صائبا ولو قليلا لو أردنا الحكم على التلمود من خلال هكذا أعمال ثقافية .

وبناء عليه أقول:

بأن القيمة الحقيقية للفرد يتم تحديدها باختبار في أي درجة و في أي اتجاه قد بلغ تحرره من الأنا .

وأعود بالله من كلمة أنا

نهاية الجزء : في الخير و الشر .


المقطع السادس :

حول المجتمع و الفرد من ص 16 إلى ص 18 (بتصرف)

لو تأملنا في وجودنا وفي كل نشاطاتنا ،سنلاحظ و بسرعة بأن كل أفعالنا ورغباتنا تلك مرتبطة بوجود أناس آخرين .
سنلاحظ بأنه و وفقا لطبائعنا تلك ، بأننا نشبه تماما تلك الحيوانات التي تعيش في مجموعات .
فنحن نأكل طعام ينتجه الآخر ، و نلبس ملابس نسجها الآخر ، ونسكن منازل بناها الآخر .
كما أن أكبر جزء من معتقداتنا قد توصلنا بها من طرف الآخر ، وبواسطة لغة هي الأخرى من اختراع الآخر .
فلولا اللغة لكانت قدرتنا على التفكير سقيمة مقارنتا بتلك التي عند الحيوانات العليا .
لدرجة أنه يجب علينا الاعتراف بأننا مدينون بخصوص كل ما نتفوق به عن الحيوانات .ندين لذلك و بالدرجة الأولى إلى طريقة عيشنا الجماعية .
فلو تركنا الفرد يعيش وحيدا منذ ولادته ، فسيبقى في نفس أفكاره و أحاسيسه .
الانسان البدائي يشبه الحيوانات لدرجة يصعب علينا تمييز أنفسنا عن الحيوان .فالحال التي يكون عليها الفرد و كل ما قد يمثله لا يعبر فعلا عن كيانه كمخلوق منفرد . بل كعضو في مجتمع انساني كبير، والذي يقود كيانه المادي و الوجداني منذ ولادته حتى موته .

قيمة الانسان في مجتمعه مرتبطة أولا و قبل كل شيء ، بمدى فاعلية أحاسيسه و أفكاره و أفعاله في تنمية وجود غيره من البشر .
نحن معتادون على تحديد ما إذا كان الشخص جيد أم سيء وفق هذا الأساس .

من البداية . و من أول نظرة ، يبدو أنه وحدها المؤهلات الاجتماعية للفرد هي من تحدد الحكم الذي سنتبناه اتجاه ذلك الفرد .

لكن هكذا حكم لا يكون صحيحا . لأننا نعترف و بسهولة بأن كل الخيرات المادية و الثقافية و الأخلاقية التي نتلقاها من المجتمع ، تأتينا عبر عدد لا يحصى من الأجيال من الابداعات الفردانية .
فالفرد هو من اكتشف استخدام النار .والفرد هو من اكتشف زراعة بذور النباتات .الفرد كذلك هو من اخترع الآلة البخارية .
وحده الفرد هو من يستطيع التفكير، و بالتالي خلق قيم جديدة من أجل المجتمع، بل وحتى قواعد أخلاقية جديدة التي من خلالها يرتقي المجتمع .
فبدون شخصية مبدعة تفكر و تلقي أحكامها باستقلالية، سيكون من الصعب تصور تطور المجتمع في المنحى التقدمي.
صعب تصور ذلك أكثر من تصور تطور الشخصية الفردانية من دون حضن المجتمع .
إذن فالمجتمع السليم بقدر ما هو مرتبط بالصلة الحميمية بين الأفراد فهو كذلك مرتبط باستقلالية هؤلاء الأفراد .



المقطع السابع :

حول المجتمع و الفرد من ص 18 إلى ص 20 (بتصرف)


لنتأمل الآن في عصرنا هذا .
ما هي حالة المجتمع و الفرد لو قارناهما مع الأزمنة الماضية ؟
عدد سكان الدول المتحضرة ضخم جدا .أروبا اليوم تأوي قرابة ثلاثة أضعاف من الناس على ما كان عليه الحال منذ مائة عام .
و في المقابل فقد تدنى مزاج الزعماء إلى مستوى لا مثيل له.
لم يعد هناك سوى عدد قليل من الناس الذين بفضل قدراتهم الابداعية لازالوا يعتبرون الحشود كمجوعة أفراد .
فقد تمكن التنظيم نوعا ما من أن يحل محل الطبيعة القيادية (الفردانية) خصوصا في المجال التقني بل وكذلك وبدرجة جد حساسة في المجال العلمي.
صار من الملحوظ ذلك العوز في الفردانية خصوصا و بدرجة جد حساسة في مجال الفنون .
اضمحلت الموسيقى و الرسم بشكل جلي، بحيث صار صداهم عاجز أقل فأقل على ايقاض الشعب .
أما في السياسة، فلم يعد هناك زعيم مفتقد بل أكثر من ذلك فقد تدهورت وبعمق كل من الاستقلالية الثقافية و الحس الحقوقي عند الطبقة البورجوازية.
ذلك التنظيم الديمقراطي و البرلماني والذي يستند أساسا على تلك الاستقلالية قد تزعزع في عدد مهم من البلدان .
نشأت ديدكتاتوريات ، وقد تم تحمل ذلك .لأن الاحساس بالكرامة و الحقوق الفردية لم تعد حية بشكل كافي .
صارت صحف بلد ما قادرة في أسبوعين على تعبئة الحشود .
حشود غير قادرة على التمييز إلى درجة أنها تهيج و تتحمس إلى درجة رغبتها في حملها للسلاح ثم التقاتل فيما بينها .
وكل هذا بغرض اتاحة الفرصة لأي مصلحة ما في تحقيق أغراضها المنحرفة .
كما تبدو لي الخدمة العسكرية الاجبارية كأكبر ظاهرة من مظاهر فقدان الكرامة التي تعيشها الحضارة الانسانية.
فلاتنقصنا اليوم أحداث أخرى حتى نتنبأ بالسقوط المقبل لحظارتنا.

في مقابل ذلك فأنا لا أعتمد على كل هذا الكم من التشاؤم .بل بالعكس من ذلك؛ فأنا أومن بمستقبل أفضل ، وأريد أن أفسر سبب هذا الأمل التابث الذي أحمله :

(ففي نظري، فالتراجع في الأوضاع الحالية ناتج أساسا عن التطور الاقتصادي و التقني ، والذي فاقم الصراع من أجل الوجود بحيث صار من الصعب تنمية الفرد . لأنه مع هذا التقدم التقني صارت الثروات لا تتطلب سوى مجهودات فرد واحد.
وحتى يتم اشباع حاجيات الجميع بمجهود أقل فأقل ، فإن التوزيع العادل للثروات سيصير أكثر فأكثر مطلب ملح . وسيؤدي هذا التوزيع للثروات إلى تحقيق الأمن المادي للأفراد . الشيء الذي سينجم عنه استثمار للوقت الفارغ و المجهودات المدخرة في التنمية الذاتية.

بهذه الطريقة كيف سيتطهر المجتمع من جديد )

و كختام ، بودنا لو يعمل المؤرخون في المستقبل على عرض هذه الأحداث الاجتماعية المعتلة لحاضرنا. وبأن يعتبروها كأمراض طفولة لإنسانية ذات طموح قوي ، لما لها من وتيرة مرتفعة في التقدم.
( مقارنتا بوتيرة تقدم الحضارات الانسانية السابقة)

نهاية الجزء : في المجتمع و الفرد .


المقطع الثامن :

في موضوع الثراء من ص 28 إلى 29

لي قناعة كلية بأن كل ثروات العالم ليس بمقدورها بأن تتقدم بالبشرية إلى الأمام ولو كانت كلها في حوزة شخص كل همه هو تطوير البشرية .
وحدها الأمثلة على كبار الشخصيات الطاهرة هي التي يمكنها أن تؤدي بنا إلى مفاهيم و أفعال نبيلة .
أما المال فدائما ما يدعو إلى الأنانية ثم إلى توظيفه بشكل سيء .

فهل يمكننا أن نتخيل النبي موسى ، عيسى أو غاندي مسلحين بثروة carnegie (أغنى رجل في العالم حينها..) ؟


نهاية الجزء : في موضوع الثراء .

المقطع التاسع :


مجموعة رسائل ألبرت أينشتاين بخصوص مجال التربية و التعليم

من ص 28 إلى ص 31 (بتصرف)

-في التربية و المربي

آنستي العزيزة

قرأت قرابة ستة عشر صفحة من كتاباتك فاتبسمت ؛
كل ما تقولينه معقول ،دقيق الملاحظة ومشرف . بل و جاد نوعا ما .
لكنه يبقى أنثوي ؛ أعني بأنه مثقل بالتذمر .
كذلك أنا فقد تعرضت إلى نفس المعاملة من طرف أساتذتي ، لم أكن محبوبا من طرفهم بسبب روحي الاستقلالية . كانوا يتجاهلونني كلما كانوا يبحثون عن مساعدة أحد التلاميذ .
يعني بصفة عامة ، يجب علي الاقرار بأنني كنت تلميذا مهملا أكثر مما أنتي عليه.
بالرغم من ذلك لم يسبق لي أن كلفت نفسي بتدوين ذكرياتي كتلميذ ، ولن أكلف نفسي أكثر على ارغام أي كان على طباعة أو قراءة ذكرياتي تلك .
إذن فلتضعي كل انطباعاتكي تلك في جيبك. ولتحتفضي بكتاباتكي تلك لأبنائك وبناتك ، حتى تكون كمؤنس لهم .
وفليتجاهلوا كل آراء المدرسين بخصوصهم .

-حول المدارس اليابانية

إن كنت من موقعي هذا أرسل لكم تحياتي يا معشر التلاميذ اليابانيين ، فهذا لأنه وبشكل خاص من حقي . فقد سبق لي وزرت هذا البلد الياباني الجميل .
رأيت مدنه ، منازله ، جباله ، غاباته .
وكذلك الأولاد اليابانيين الذين يعيشون هناك . والذين يكنون الحب لبلدهم الأم . دائما ما يوجد فوق طاولتي كتاب ضخم مليء بالرسومات الملونة القادمة من أطفال يابانيين.
أما الآن و حين ستتوصلون بتحياتي من مكان بعيد جدا .
ستعتقدون بأن زمننا هو الذي جعل من الناس من مختلف البلدان يهتمون ببعضهم البعض . في روح من المودة و الخير، وفي تفاهم متبادل.
في حين . في السابق ، كانت الشعوب تتجاهل بعضها البعض ، بل وحتى كانت تخشى و تكره بعضها البعض .
فل يكن التوافق الأخوي هو من يفوز دائما وبعمق .
في هذا الاتجاه أنا القديم أحييكم من مكان بعيد جدا .

مع أمل أن يشرف جيلكم جيلي يا شبيبة التلاميذ اليابانيين .


-المدرسون و التلاميذ

خطاب موجه إلى الأطفال :

أهم فنون المدرس تكمن في قدرته على جلب الفرح والنشاط الابداعي و المعرفة


أعزائي الأطفال :

أنا مبتهج اليوم برؤيتكم أمامي ، شبيبة مرحة لهذا البلد المبارك و المشمس.

فكروا جيدا في التالي :
كل الأمور العجيبة التي تتعلمونها في مدارسكم ، هي من نتاج عدة أجيال من كل بلدان العالم . كان ذلك بشغف كبير ومقابل ثمن جسيم .
كل هذا اليوم متوفر بين أيديكم كميراث .
ذلك ميراث الذي تجمعونه ، تقدسونه ، وتطوروه كي تمرروه وباخلاص في يوم من الأيام إلى أبنائكم .
هكذا نحن الأموات، فنحن خالدون في هذا الأمر الذي نتداوله فيما بيننا . لنساهم بذلك في أعمال غير منتهية الصلاحية .


لو تأملتم دائما في ذلك ، ستجدون فيه مغزى للحياة والعمل . و ستكسبون رأي سديد حيال الأمم والأزمنة الأخرى .


المقطع العاشر :

الجنة المفقودة ص 32 (بتصرف)


إلى حدود القرن السابع عشر ، كانت هناك مثل عليا مشتركة ، تربط بعمق بين علماء و فنانو أوربا . بالكاد كانت الأحداث السياسية تؤثر في تعاونهم و تنسيقاتهم .
كان استخدام اللغة الاتنية لازال يعزز هذا المجتمع.
صرنا اليوم نرى في هذه الوضعية كما لو كنا نتطلع إلى الجنة المفقودة .
فالمشاعر القومية قد دمرت مجتمع المبدعين . واللغة الاتنية التي كانت توحد صارت ميتة .
فقد العلماء مجتمعهم العلمي ، و صارو أكثر من يمثل التقاليد الوطنية .

صرنا اليوم نلاحظ جليا هذه الظاهرة ؛صرنا نلاحظ أن رجال السياسة و رجال الأعمال هم من يمثلون الفكر العالمي .

إنهم هم من أسسوا لمجتمع الدول .

نهاية الجزء : الجنة المفقودة.


المقطع الحادي عشر :

الدين و العلم من ص 32 إلى ص 34 (بتصرف)

كل عمل أو خيال قام به البشر فهو بقدر ما يفيدهم في اشباع حاجياتهم التي يحسون بها ، هو كذلك يفيدهم في التخفيض من حجم آلامهم .
يجب دائما استحضار ذلك لو أردنا فهم الحركات الثقافية وتطورها . لأن المشاعر و الأحاسيس هي المحرك الرئيسي لكل المجهودات و كل الابداعات البشرية التي وفرت لنا كل هذه الابداعات الرفيعة التي بين أيدينا اليوم.

فماهي إذن الأحاسيس و الحاجيات التي قادت الإنسان إلى الفكر الديني و الإيمان في معناه الأكثر شيوعا ؟
لو فكرنا مليا في هذا السؤال ، سنجد بأن أكثر الأحاسيس تنوعا كامنة في كل من الحياة التدينية و في مهد الفكر كذلك.
فبالنسبة إلى الإنسان البدائي ، فإنها و قبل كل شيء الخشية هي من تجلب الأفكار الدينية .
الخشية من الجوع ، من الحيوانات المفترسة ، من المرض ، من الموت ..
في هذا المستوى المتدني ، كل الأفكار و العلاقات الاجتماعية تكون بسيطة لأقصى درجة .

الروح البشرية تشكل كائنات تشبهنا نوعا ما بحيث تكون الرغبات و الأفعال محكومة بالأحداث المخيفة ؛
فنحن نعتقد بامتلاكنا الكلي لهذه الكائنات ، فنقوم بطقوس و نقدم قرابين ، و التي حسب الاعتقاد المتوارث من عصر لعصر ، ستمكننا من مجابهة تلك الأحداث المخيفة أو التخفيف من حدتها .
لهذا السبب أسمي هذا النوع من الدين بدين الرعب .
وهو بالمناسبة ليس بأمر مدبر ، لكن يتم تكريسه من طرف طائفة معينة من الكهنة . طائفة تجعل من نفسها ذلك الوسيط بين ذلك الكائن الرهيب و الشعب المرهوب . فتؤسس بالتالي لمكانتها المهيمنة داخل الشعب .
وغالبا ما يقوم الحاكم أو زعيم الدولة الذي يستند في حكمه على عوامل أخرى أو على طبقة نخبوية ، غالبا ما يضم إلى سلطته تلك الخدمات الكهنوتية . كي يضفي على النظام السائد استقرار أكبر .أو يعمل على خلق مجموعة مصالح تربط بين الطائفة التي تمتلك السلطة السياسية و الطائفة صاحبة النفوذ الكهنوتي .
هناك مصدر آخر للنظام الديني ؛ وهي المشاعر الاجتماعية . من الأب ، و الأم ، و كبار زعماء الأمم البشرية .
رغم أنهم من الأموات ومن غير المعصومين عن الخطأ ، فالتطلع الملح إلى الحب و المساعدة و التوجيه يؤسس للفكر المقدس ، والأخلاقي ، و الاجتماعي .
أنه الله -العناية الالهية ، هي من تحمي ، تحفز ، تعاقب و تجازي .
أنه الله حسب الأفق البشري ، هو الذي يحب و يدعم الحياة القبلية للبشر بل و الحياة نفسها .
هو نفسه المواسي في الأحزان وفي خيبات الأمل . هو الحامي من الأرواح القديمة (الأرواح الشريرة) .
هكذا هي فكرة الله المكونة على أساس أخلاقي-اجتماعي .

المقطع الثاني عشر :

العلم و الدين من ص 34 إلى 36 (بتصرف)

في الكتب المقدسة اليهودية ، يمكننا أن نلاحظ جليا ذلك التحول من دين الرعب إلى دين الأخلاق الحميدة . والتي تكرست بعد ذلك في العهد الجديد .
كل ديانات الشعوب المتحضرة وبشكل خاص شعوب الشرق ، هي أساسا ديانات أخلاقية .
بحيث التنقل من دين الرعب إلى دين الأخلاق ، يشكل تقدم مهم في حياة الشعوب .
يجب علينا التحفظ في تبني الحكم المسبق الذي يوحي بأن كل ديانات الأجناس البدائية هي بالضرورة ديانات رعب ، وبأن تلك الخاصة بالشعوب المتحضرة هي بالضرورة ديانات أخلاقية .
بل كل هذه الديانات هي خليط من الاثنين . مع هيمنة للديانة الأخلاقية في المستويات الرفيعة من الحياة الاجتماعية .

كل هذه الأنواع من الديانات لها نقطة مشتركة ؛ ألا وهي الصفة التجسيدية للإله .
ويبدو أنها وحدها الشخصيات الغنية و المجتمعات النبيلة بشكل خاص ، هي بالضرورة من لها القدرة على تجاوز هذا المستوى من التفكير .لكن بصفة عامة يبقى الجميع قابعون في مستوى ثالث من الحياة الدينية .
ورغم أنه ناذرا ما يتم التعبير عنها "الحياة الدينية" بشكل جلي ، والتي أسميها أنا بالتدين الكوني، فإنه من الصعب جدا استيعابها بوضوح من طرف عديمي الاحساس . لأنه لا توجد فيها أي فكرة حول إله مشابه للبشر .

في مقابل ذلك السمو و النظام المدهش الذي يظهر في عالم الطبيعة ، وبالتالي في عالم الأفكار ، في مقابل ذلك ، يحس الفرد بغرور الطموح و غرور المشاريع البشرية، فذلك الوجود الفردي يعطيه انطباعا كما لو كان سجينا .
في حين هو يريد أن يعيش حياة يمتلك فيها امتلاك كلي لكيانه بكل ما للكلمة من معنى .
فمنذ مهد التطور الديني ، وكمثال على ذلك : مزامير داوود وكذلك الشأن بالنسبة لبعض الأنبياء .. فإننا فعلا نجد فيهم المناهج التي تقود إلى ذلك التدين الكوني .
وكما نتعلم من الكتابات البديعة لشوبونهاور تبقى البودية هي الديانة التي تلمس فيها وبقوة عناصر هذا النوع من التدين ..
كل العباقرة الدينيين في كل الأزمنة كانوا يتميزون بهذا التدين الكوني ، بحيث لم يسبق لهم أن اعترفوا بأي دوغما ولا بأي إله تشكل على صورة البشر .
وبالتالي فلا يمكن أن توجد هناك أي كنيسة تعاليمها مبنية أساسا على التدين الكوني .
يحدث وبشكل خاص بأنه من بين أكثر الكفار شهرة في كل الأزمنة كانوا مشبعين بهذا التدين الرفيع . رغم ذلك فقد كانوا غالبا ما يعاملون على أساس أنهم ملحدين بل وكذلك كقديسين .
كمثال على ذلك يمكن إعتبار كل من ديموقريطس و فرانسوا داسيس و اسبينوزا من هذا الصنف من الرجال "المتدينين الرفيعين " .

المقطع الثالث عشر :

العلم و الدين من ص 36 إلى ص 37 (بتصرف)

بما أن هذا النوع من التدين لايقود إلى أي فكرة ملموسة حول الله ولا لأي نظرية من هذا القبيل ، فإذن كيف يمكن له أن يتناقل من شخص إلى آخر ؟
يبدو لي بأن الفنون و العلوم هي من لها الدور الرئيسي في إيقاض هذه الأحاسيس و الحفاض على حيويتها ، حتى يتيسر إلتقاطها لكل من له القابلية لذلك .
نتوصل بذلك إلى مفهوم يربط بين الدين و العلم . وهو مفهوم مختلف تماما عن المفهوم المعهود .فلطالما كانت لنا ولاعتبارات تاريخية قابلية لاعتبار أن الدين و العلم هم خصمان أزليان .وهي فكرة لها أسباب مفهومة جدا .
فالشخص الذي يرى بأن كل الأحداث لا تحكمها سوى قوانين السببية ، هذا الشخص لا يمكنه بتاتا أن يتبنى فكرة وجود كائن يتدخل في مسار الأحداث العالمية . شريطة أن يكون جادا في تبنيه لفرضية السببية .
فبالنسبة له ديانة الرعب لا تختلف عن الديانة الاجتماعية و لا حتى الأخلاقية .
فكلها ليست ذات أي اعتبار عنده. فبالنسبة له وجود إله يعاقب و يجازي هو أمر لا يصدق . لأن الإنسان في رأيه دائما ما يتصرف بشكل حتمي ، وفق قوانين داخلية و خارجية ، وبالتالي فلا مسؤلية له اتجاه الله . ليس أكثر من مسؤولية الأجسام الساكنة في حركتها .
سبق لنا أن لمنا العلم بتقويضه للأخلاق . و نحن مخطؤن في ذلك من دون شك .
فالسلوك الأخلاقي للإنسان يجب عليه أن يستند بالخصوص على الشفقة و التعليم و العلاقات الاجتماعية بدون أن تكون هناك حاجة لأي مبدأ ديني .
و إلا سيكون من المثير للشفقة لو كانت مشاعر الخوف أو الطمع في مكافأة أخروية هي من تدفع بالناس إلى القيام بسلوكات أخلاقية .
نفهم من ذلك بأن الكنائس دائما ما كانت تحارب العلوم وتقود مريديها .
لكن في مقابل ذلك فأنا أعتبر بأن التدين الكوني كأكثر دافع قوتا و نبلا في مجال البحث العلمي .
هو الوحيد الذي يمكننا من تقييم المجهودات و بالخصوص ذلك الإخلاص الكبير والذي بدونه لن يتمكن أي إبداع علمي مقتحم لآفاق علمية جديدة أن يرى النور .

المقطع الرابع عشر :

الدين و العلم من ص 37 إلى ص 38 (بتصرف)

يالها من سعادة غامرة صوب صرح العالم ، ويالها من رغبة وقادة في فهم ولو قبس ضئيل من النور الذي يكشف لنا روعة هذا النظام الكوني .
لابد وأن تكون هي نفسها تلك الأحاسيس و الرغبات التي امتلكت نيوتن وكيبلر حتى استطاعوا قضاء سنوات طوال عاملين وبشكل وحداني على فك ألغاز الميكانيزمات السماوية .
أما الذي لا يعترف بالبحث العلمي سوى في شقه العملي ، فإنه دائما ما يشكل و بسهولة فكرة مغلوطة تماما حول عقلية هؤلاء العلماء ، المحاطين بمعاصريهم من المتشككين (sceptiques) .
هؤلاء العلماء الذين لاطالما أناروا الطريق لؤلائك الناس الذين تشربوا أفكارهم ، ليقوموا بدورهم بنشر تلك الأفكار عبر قرون حتى تعم كل أرجاء العالم .

لايوجد سوى ذلك الذي كرس حياته كلها لأهداف مماثلة هو وحده من باستطاعته أن يمثل تمثيلا حيا لكل ما يحفز هؤلاء الناس . بحيث يعطيهم القوة كي يبقوا أوفياء لهدفهم رغم كل الخسارات المتكررة .

إنه التدين الكوني ؛ هو الذي يضخم هكذا قوة إرادة .

خلاصة القول :

ليس عبثا حين قال أحد الكتاب المعاصرين ، بأن في عصرنا هذا المفعم بالمادية، وحدهم العلماء الجادون هم المتدينون بعمق .

نهاية الجزء : الدين و العلم .
 
 
 
المقطع الخامس عشر :

تدين (ورع) البحث العلمي من ص 38 إلى 39 (بتصرف)

بصعوبة ستجدون عقل عميق الاهتمام بالبحث العلمي لا يمتلك سمة فريدة في التدين .
إلا أنه يبقى تدين متميز عن ذاك الذي عند الانسان البسيط . فبالنسبة لهذا الأخير فالله هو كائن يأمل في أن يكون محل الاهتمام ، وهو يخشى عذاب هذا الله ، بل و يقيم معه إلى حد ما علاقة خاصة ، بحيث تكون علاقة عن مشاعر محترمة أكثر ما يمكن . مشاعر سامية من نفس طبيعة العلاقة التي تربط بين الأب و ابنه .
على العكس من ذلك فبالنسبة للعالِم يكون الشعور بالسببية في كل ما يحدث هي الأحاسيس المهيمنة عليه . فبالنسبة له دائما المستقبل لا يخلو من حتمية و إستلزامات . ليس أقل من الماضي .
أما الأخلاق فليس لها أي قداسة ، لأنها مسألة بشرية محضة .
فتدينه إذن يكمن في اعجابه المنتشي بذلك الانسجام الحاصل بين قوانين الطبيعة ، وهو بذلك يكشف عن حجة (تدينية) أكبر بكثير من كل الحجج (التدينية) البشرية الأخرى ، والتي تكاد تكون قيمتها شبه منعدمة أمام هذه الحجة .
هذا الاحساس هو المهيمن على حياة و مجهودات كل عالِم إلى درجة أنه بفضلها يصير قادرا على تجاوز عبودية كل الرغبات الأنانية .
بدون شك هذا الاحساس هو من نفس طينة الأحاسيس التي كابدتها كل الشخصيات الدينية الابداعية في كل العصور .

نهاية الجزء : ورع البحث العلمي   


المقطع السادس عشر :

في نجدة العلم ! من ص 39 إلى ص 41 (بتصرف)


تتعرض البلدان ألمانية اللغة إلى خطر محدق ، بحيث يجدر على كل المطلعين على ذلك ، العمل بنشاط على لفت انتباه الجميع إلى هذا الأمر .
فالأزمة الاقتصادية المتعلقة بالأحداث و العوائد (التأثيرات الجانبية) السياسية لا تمس الجميع بنفس الدرجة ، بل تكون أكثر حدة بالخصوص بالنسبة للمؤسسات و الأفراد الذين يكون وجودهم المادي متعلق و بشكل مباشر بالدولة .
ومن ضمن هذه المؤسسات ، تلك الخاصة بالعلوم و العلماء . و الذين تكون أعمالهم وبشكل كبير هي أساس كل نمو اقتصادي . بل وكذلك المستوى الحضاري الرفيع الذي بلغته كل من ألمانيا و النمسا .

حتى يتم الوعي تماما بمدى خطورة الوضعية ، يجب التأمل في التالي :
في عصور البؤس ، غالبا ما يكون اهتمامنا منصبا بالخصوص على الحاجيات الآنية ، بحيث لاندفع أموالنا سوى من أجل المنتوجات التي تقدم و بشكل مباشر قيمة مادية ملموسة.
في حين أن العلم والذي يعاني اليوم من الذبول ، لايجدر فيه أن يهتم بالأهداف العملية (الآنية) . لأن المعارف و المناهج التي يكونها تكون في غالبيتها لا تخدم هذه لأهداف (الأهداف العملية الآنية ) إلا بشكل غير مباشر ، وغالبا ما تكون تهم أجيال المستقبل .
فلو تركنا العلم بدون موارد ، فسنفتقد في المستقبل أولائك العمال المثقفون والذين بفضل طريقة رؤيتهم للأمور و كذا استقلالية أحكامهم دائما ما يعملون على فتح قنوات اقتصادية جديدة ، أو رؤية جديدة من أجل التأقلم مع الأوضاع الحالية .
فلو تدهور مستوى البحث العلمي ، فإن الحياة الثقافية للشعوب هي الأخرى ستتدهور . وبالتالي فالعديد من الفرص المستقبلية في التقدم ستتلاشى .

إذن فيجب التحصن من هذا الخطر المحدق . أقصد بذلك التحصن ضد تدهور الدولة الناتج عن تطور السياسة الخارجية .

صار اليوم في حوزة الخواص من ذوي الامكانيات الاقتصادية المهمة ، امكانية التدخل بغرض تقديم المساعدة حتى لا تذبل الحياة العلمية .
وقد تنبه العقلاء بوضوح إلى هذه الظروف ، بحيث قاموا بتنشئة مؤسسات المفروض فيها أنها تدعم كل من الأبحاث العلمية الألمانية و النمساوية .
إذن فل تساهموا بمساعدتكم حتى يضمن لهذه المجهودات النجاح المبهر .

أما من جهتي أنا ، فنشاطي في مجال التعليم يعطيني الفرصة كي استنتج بدهشة بأن المصالح المادية مازالت لم تبلغ درجة القضاء على الرغبة و التعلق الكبير بمجال البحث العلمي .
بل بالعكس من ذلك ، يبدو أن هذه المؤثرات العويصة زادت من حب الفضائل العقلية .

كخلاصة :

في كل مكان نحن نعمل بحماسة حارقة وفي ظروف صعبة .
فل تعملوا إذن على تكريس الموهبة و الارادة الخالصة التي عند شباب اليوم حتى لا تسقط كليا في خسارة فادحة .


نهاية الجزء : في نجدة العلم !

المقطع السابع عشر :


الفاشية و العلم من ص 41 إلى ص 43 (بتصرف)

رسالة إلى السيد الوزير roco بروما .

سيدي و زميلي القدير ،

قصدني إثنان من أهم رجال العلم في ايطاليا ، كي يطلبوا مني وهم في أزمة ضمير ، بأن أكتب لك كي تتجنب أكثر ما يمكن الصرامة المريعة التي تهدد العلماء الايطاليون .
يتعلق الأمر باليمين الذي بواسطته يتم اعلان الوفاء إلى النظام الفاشي .
أما المطلوب منكم فهو تقديم مشورة إلى السيد موسيليني حتى يتم إعفاء زهرة الذكاء الإيطالي من هذه الاهانة .
رغم اختلاف وجهات نظرنا السياسية التي يمكن أن تكون بيننا ، فأنا على علم بأن هناك نقطة أساسية التي تجمعني معكم .
فكلانا نحب و نرى في زهرة التطور الثقافي الأوربي ، نرى فيها أعز ممتلكاتنا . وهي مستندة أساسا على حرية الرأي و التعليم عملا بالمبدأ الذي يقول ؛ بأن كل مجهود مكرس في سبيل الحقيقة تكون له الأسبقية على أي مجهود آخر .

على هذا الأساس وحده ، استطاعت حضارتنا أن ترى النور في اليونان ، ثم لتزدهر وتنتشر بعد ذلك على يد إيطاليا في عصر النهضة .
هذا الارث الكبير ، كان ثمنه دما و تضحيات من طرف رجال عظام و طاهرون .
وبفضلهم هم لازالت إيطاليا اليوم محبوبة و مكرمة .
إنه لمن المستبعد في بالي أن أحادثك حول الحجج التي قد تدفع بالدولة إلى التطاول على الحرية الانسانية .

لكن العمل على تكريس الحرية العلمية وتحقيق مصالح عملية لكل يوم ، يجب أن يكون أمر مقدس عند كل سلطة عمومية . بل وهي كذلك عند الكل (عند كل السلطات العمومية في العالم) .
وإنه لمن المصلحة الكبرى(للوطن) ، أن يتم ترك الخدام الأوفياء للحقيقة(العلماء) بسلام .
وهو طبعا أمر يعني حتى مصالح الدولة الايطالية وكذا هيبتها في العالم .

على أمل أن يكون طلبي قد تلقيتموه بصدر رحب مني ،

أنا خادمكم الوفي .

نهاية الجزء : الفاشية و العلم .


المقطع الثامن عشر :

مجموعة رسائل لألبرت أينشتاين بخصوص أمريكا و الشعب الأمريكي

شكر خاص لأمريكا من ص 45 إلى ص 46 (بتصرف)


سيدي العمدة سيداتي سادتي !

استقبالكم المهيب هذا الذي خصصتموه لشخصي اليوم قد أربكني عن آخري !
لكنه أفرحني كثيرا ، كونه موجه إلى أحد ممثلي العلم الخالص .
ذلك لأن هذا الاستقبال هو اشارة واضحة بأن الناس لم يعودوا يعتبرون أن القوة و الماديات كأهم الخيرات . وانه لمن المفرح أن يكون التعبير جماهريا على هكذا مشاعر ، في هكذا ساحة رسمية .
خلال هاذين الشهرين الرائعين الذين قضيتهما بينكم في هذه البلاد المباركة ، لاطالما كانت لذي الفرصة لأشاهد كم يكن رجال الأعمال من تقدير إلى المجهودات العلمية .
فعدد كبير منهم قد خصصوا جزء من ثرواتهم ونشاطاتهم في سبيل الشركات العلمية . وهم بذلك يساهمون في تطور وهيبة بلدكم .
وبهذه المناسبة يجب علي أن أشير مع احساس عميق بالامتنان ، بأن عند الأمريكيين ، فالحماية المخصصة للعلوم لاتتوقف فقط داخل الحدود .
ففي العالم المتحضر عامتا ، تتمتع الشركات العلمية بالدعم الكريم للمؤسسات و الشخصيات الأمريكية .
وبناء عليه فإنه لمن الأكيد أنكم( معشر الأمريكيين) كلكم على وعي تام بذلك و فخورون به .
هذا الدليل على الفكر و الأحاسيس العالمية من المفروض عليه و بشكل خاص أن يفرحنا .
في الواقع يجب على الشعوب و الشخصيات التي بيدها السلطة ، يجب عليها اليوم وأكثر من أي وقت مضى أن تمتلك أفكار دولية وتكابد أحاسيس عالمية في حال أردنا من العالم أن يسير قدما إلى الأمام نحو مستقبل أفضل و كريم .
يمكنني أن أعبر جيدا عن الأمل في أن يكون هذا الموقف العالمي الذي عند الشعب الأمريكي ، والذي يحوي في طياته مسؤلية كبيرة ، بأن يمتد وبسرعة حتى إلى مجال السياسة .
ففي الواقع ، بدون المشاركة الفاعلة للدولة الأمريكية الشاسعة في التنظيم الدولي للعلاقات العالمية ، فكل المجهودات المبدولة في سبيل هذا الهدف المهم ستبقى نسبيا بدون فاعلية .

أشكركم من صميم قلبي على هذا الاستقبال المهيب . وأنا ممتن وبشكل خاص إلى علماء هذا البلد ، على الاستقبال ذي الطابع الحميمي العميق كما لمسته فيهم .

سأتذكر ما حييت هاذين الشهرين بكل فرح و احترام و تقدير .

نهاية الجزء : شكر خاص لأمريكا

المقطع التاسع عشر :


المدرسة العليا ل davos من ص 47 إلى ص 48 (بتصرف)


<<أعضاء مجلس الشيوخ هم أناس شجعان أما مجلس الشيوخ فهو بلادة . >>


بهذه العبارات كتب أستاذ سويسري لأصدقائي بروح نكتته المعتادة ، بحيث كانت موجهة إلى الجامعة التي أثارت استياءه .

فعلا فلطالما اعتادت الجماعات على عدم الاحتكام كثيرا إلى مشاعر المسؤولية و وخز الضمير كالذي عند الفرد .
فقط المعانات القاسية هي التي تأتي مع الحروب و القمع بكل أشكاله والتي تملأ الأرض ألما وآهات و مرارة .
في المقابل ليس هناك سوى التعاون اللاشخصي(الإيثاري) الذي في مقدوره انجاز الأمور التي يكون لها ثمن حقيقي . فليس هناك فرح أكبر يمكن أن يحس به صديق البشرية ، كفرحه برؤيته للانفتاح و التأسيس ولو بثمن تضحيات جسام لمشروع مجتمع يكون هدفه الوحيد هو تحسين الحياة و الحضارة .
وقد سبق لي و أن أحسست بهكذا فرح عارم حين سمعت عن دروس المدرسة العليا لدافوس "davos"
فالأمر يتعلق بعمل إنقادي (لانقاد الوضعية الراهنة) ، وهو عمل معمول بحذر و تأني حكيم ومستند أساسا على الضروريات الأكثر جدية ولو كانت غير ملموسة من أول نظرة .
أكثر من حالة (أول نظرة) شاب أتى لتوه إلى ذلك الوادي، وهو معتمد على القوة البهية للجبل المشمس و جسده المفعم بالصحة و العافية ، لتنزع منه (تلك الصحة و العافية) بعد قضائه لمدة طويلة في سبيل مجهود عادي . ليصير ذلك المحفز للإرادة (الصحة و العافية التي استهلكها) تحت رحمة الأفكار السوداوية التي تسببها له حالتة الجسمانية الراهنة ، ليفقد بالتالي و بسهولة المعنويات والاحساس بقيمته و قدرته على الكفاح من أجل العيش .
وهو بذلك يشبه إلى حد ما تلك النبتة الدفيئة بحيث بمجرد ما تتعافى صحته يصير من الصعب عليه العثور من جديد على طريق الحياة الطبيعية .
المقطع 20 :

المدرسة العليا ل davos من ص 48 إلى ص 49 (تتمة)

ينطبق ذلك وبشكل خاص على الطلبة .
فالانقطاع على الممارسة الفكرية في الفترة الحاسمة من النمو يترك وراءه فراغ يصعب ملؤه بعد ذلك . في حين أن المجهود الفكري المتواضع ، عموما لايكون ذا تأثير على الصحة . بل على العكس من ذلك ، يكون مفيد للصحة ولو بشكل غير مباشر .وهو تماما نفس الأمر الذي ينطبق على المجهود البدني المضبوض .
وبناء عليه فإنه من المفروض على الدروس أن تكون ليست فقط بغرض تقديم تعليم تحضيري مهني ، بل كذلك وبشكل خاص بغرض تحفيز النشاط الفكري .
يجب على الدروس أن تقدم العمل ،التوجيه ، بل و كذلك الطهارة في مجال الفكر .

لكن لايجب أن ننسى أن هذا المشروع قد تم انجازه وبدرجة كبيرة من أجل خلق مشاعر القومية الأوربية بين أناس من مختلف الدول(الدول الأوربية) .
فإذن يمكن لهذه المؤسسة الجديدة أن تكون ذات فاعلية مربحة في هذا المنحى (في السياسة). بل أكثر فاعلية من ظروف تنشئتها ، والتي تبدو من الوهلة الأولى كما لو كانت غير معنية بأي نموذج سياسي .
إنه بواسطة عملنا المشترك من أجل عمل في صالح الحياة كيف سنسدي أفضل خدمة إلى التوافق العالمي .
وإنه لبواسطة تموقعي بين كل وجهات النظر هذه ، كيف أستمتع بالنظر إلى كيف أنه بفضل النشاط الحذر لمؤسسي دروس المدرسة العليا لدافوس قد خرج المشروع لتوه من صعوبات التأسيس .

فلتكن إذن (هذه المدرسة) مصدرا خصبا للغذاء الباطني للكثير من أهل القيم
ولتمكن الكثيرين من الهروب من المصحات التي يتواجدون فيها .

نهاية الجزء : المدرسة العليا ل davos



المقطع 21 :

مجموعة رسائل لألبرت أينشتاين بخصوص أمريكا و الشعب الأمريكي (تتمة)

بعض الكلمات بخصوص انطباعاتي اتجاه أمريكا من ص 50 إلى 51 (بتصرف)

يجب علي الوفاء بوعدي بخصوص التكلم عن انطباعاتي اتجاه هذا البلد .
وهو بالنسبة لي أمر ليس بالهين ؛ لأنه ليس من السهل لعب دور المراقب الموضوعي . خصوصا حين يتم استقبالك كما تم استقابالي في أمريكا بكثير من المودة و الاحترام المفرط .

سأبدأ أولا بالتعقيب على هذه النقطة المهمة :

فبالنسبة لي ، تقديس الأشخاص دائما ما يكون أمر لا مبرر له .
نعم بدون شك أن الطبيعة توزع خيراتها بشكل غير عادل بين أبنائها .
لكن حمدا ل الله أنه يوجد آخرون أكثر موهبة مني ، و أنا مقتنع تماما بأن معظمهم يعيشون حياة هادئة و بعيدة عن الأنظار .
فلا يبدو لي أنه من العدل ولا حتى من الذوق الرفيع أن يكون هؤلاء محل اعجاب بدون قياس . وذلك بالاسناد لهم قدرات دهنية و روحية خارقة للعادة .
إنها بالضبط حالتي ؛ فهناك تباين كبير بين القدرات و الامكانيات التي ينسبها إلي الناس ، و بين ما أنا عليه في الواقع .

فالوعي بهذا الأمر (معرفة تقديس الناس للعلماء) كان ليصير أمر لا يطاق لو لم يحمل في طياته عزاء وحيد (العزاء الكامن في تقدير العلم و العلماء) والذي يعبر عن مؤشر مفرح لعصرنا هذا .
هذا العصر الذي يدعي المادية ، صار هو الآخر تحت حوافز فكرية و أخلاقية يجعل من بسطاء فانين أبطال (لما لهم من مواهب فكرية-اخلاقية)
وهذا يدل أن العلم و العدالة صارت عند جزء كبير من البشرية تعد أسمى من الثروة و النفوذ .
حسب ما شاهدته ، تبدو هذه الطريقة الحالمة في الرؤية سائدة وبشكل كبير في هذا البلد الأمريكي، والذي طالما اتهمناه بأنه مشبع بالثقافة المادية.

المقطع 22 :


بعض الكلمات بخصوص انطباعاتي اتجاه أمريكا من ص 51 إلى 52 (تتمة)



بعد هذا الاستطراد(حول تقديس الشخصيات) ، أكون بذلك قد وصلت إلى موضوعي الذي أريد (التطرق إليه) ، مع أمل أن لا يتم تحميل ملاحظاتي المتواضعة أكثر مما تستحقه .

الشيء الذي يثير دهشة الزائر (زوار الولايات المتحدة) ، هو ذلك التفوق الكبير لهذا البلد على المستوى التكنلوجي و التنظيمي ؛ فالوسائل الخاصة بالاستعمالات اليومية هي أكثر صلابة من تلك التي في أوروبا ،
والمنازل منظمة وعملية بدرجة لا تقارن (مع أوروبا) .

كل شيء معمول على أساس توفير المجهود البشري ؛اليد العاملة ليست رخيصة ، لأن البلد غير معمر كثيرا مقارنتا بثرواته الطبيعية .
هذا الثمن المكلف لليد العاملة هو ما أدى إلى هذا التطور الباهر في الوسائل والطرق التقنية في العمل .

في مقابل ذلك ، فحين نتأمل في الصين أو الهند ، (البلدان) الأكثر كثافة سكانية ، سنجد أن اليد العاملة الغير مكلفة أدت إلى إجهاض كل تقدم في الوسائل الميكانيكية .
أما بالنسبة لأوروبا ، فهي توجد في موقف وسيط ..

بمجرد ما أن تتطور الآلة بشكل كافي، فإنها ستصير أقل تكلفة من اليد العاملة البشرية مهما بلغ رخص سعر هذه الأخيرة (اليد العاملة البشرية) .

في هذه النقطة بالذات يجب على فاشيي أوروبا أن يتأملوا ؛
هؤلاء (الفاشيين) الذين وبسبب سياسي ذي بعد نظر قصير ، يعملون الآن على الرفع من الكثافة السكانية لبلدانهم ..
وهو بدون شك أمر يعطي انطباع متباين (مقارنتا ) مع ضيق الأفق التي هي عليه الولايات المتحدة ، بانغلاقها على نفسها وحضرها للواردات بواسطة فرضها لتعاريف (جمركية) باهظة .
على العموم ، لا يمكننا أن نطالب من زائر بدون دافع خفي بأن يشغل دماغه كثيرا (بالتفكير) في هذا الأمر .
على كل حال لايمكن الجزم بأن لكل سؤال له جواب معقول .


المقطع 23 :

بعض الكلمات بخصوص انطباعاتي اتجاه أمريكا من ص 52 إلى 54 (تتمة)


النقطة الثانية التي تفاجيء الزائر ؛
هو ذلك الموقف البهيج و الايجابي اتجاه الوجود (الحياة) .
تعد الابتسامة في الصور الفوتوغرافية من أهم رموز قوة الأمريكي ؛ فهو اجتماعي ، مقتنع بقيمته ، متفائل ، لا يغار من الآخر .
(أما) الأوروبي ( فهو) يعبر عن انسجامه وبدون أي تضارب مع الأمريكيين .
لكن في مقابل ذلك ، فهو (الأوروبي) ينتقد و يفكر أكثر . كما أنه أقل ودا و خدمةً .
يكون بإعتزاله هذا يعبر عن استعصاء إلهائه أو قراءته (فهمه) .
كما أنه غالبا ما يكون نسبيا هو الأكثر تشاؤما مقارنةً بالأمريكي .

تلعب وسائل الراحة والسكينة في أمريكا دور كبير ؛ فبالتضحية بالراحة و السكينة و الامان يكون بذلك الأمريكي يعيش من أجل هدف و من أجل المستقبل أكثر مما هو عليه الأوروبي .
فالحياة بالنسبة له (للأمريكي) هي "الغُدوة" (ما سيغدو عليه ) وليس "الكينونة " (ما هو عليه)
بهذا الشكل يكون (الأمريكي) مختلف عن الروسي و الأسيوي أكثر من الأوروبي .

لكن هناك نقطة يكون فيها الأمريكي مشابها للأسيوي أكثر من الأوروبي .
فهو أقل فردانية من هذا الأخير ليس فقط من وجهة نظر اقتصادية بل و نفسية كذلك .
فنحن نسمع (عند الأمريكي) كلمة "نحن" أكثر من الكلمة "أنا" .
وهذا يعني بأن الوسائل و المعدات هي أكثر قوة (في المجتمع الأمريكي). وبأن مفهوم الحياة الفردية وكذا مواقفهم بخصوص الذوق و الأخلاق هي أكثر إجماعا مما هو حاصل في أوروبا .
لهذه الظروف بالذات تدين أمريكا في شق كبير من تفوقها الاقتصادي على أوروبا ؛
فهنا(أمريكا) تتشكل بسهولة تعاونيات بدون الكثير من الارتباك ، وبتقسيم للأدوار بشكل أكثر فاعلية من أوروبا سواء في الصناعة أو الجامعة وحتى في الأعمال الخيرية .
يجب أن يكون جزء من مصدر هذا التنظيم الاجتماعي (في أمريكا) نابع من التقاليد الانجليزية .

المقطع 24:

بعض الكلمات بخصوص انطباعاتي اتجاه أمريكا من ص 54 إلى 56 (تتمة)


الشيء الذي يبدو غير متناسق مع كل هذه الملاحظات ؛ هو أنه ومقارنتا بالظروف الأوروبية ، فمجال العمل الحكومي صغير نسبيا (في أمريكا)
فالأوروبي يندهش حين يعرف بأن قسم كبير من التلغراف والسكك الحديدية و الهاتف و كذا المدارس كلها في يد الشركات الخاصة (في أمريكا دائما ..) .
يرجع هذا النوع من الأمور أساسا إلى المكانة الاجتماعية المهمة جدا عند الفرد هناك .
بفضل هذه المكانة كيف يصبح ذلك التفاوت الكبير في توزيع الثروات ليس مصدرا لصعوبات لا تحتمل .
ذلك لأن الأشخاص الميسورين ( في هذا البلد ) لهم حس مسؤولية اجتماعية أكثر من ذلك الذي في أوروبا ؛ فبالنسبة لهم (الميسورون الأمريكيون) هو أمر بديهي أن يسخروا قدر كبير من ثرواتهم بل وكذلك في غالب الأحيان مجهوداتهم في سبيل المجتمع .
علاوة على ذلك فوجود رأي عام قوي و مؤثر هو أمر مطلوب بشكل قاطع ؛ لأنه بهذه الطريقة كيف يمكن لأكثر الأشغال حيوية و فائدة للحظارة تركها إلى المبادرات الخاصة (الشركات الخاصة ) .
وبهذه الطريقة أيضا كيف أصبح نسبيا دور حكومة هذا البلد جد محدود .
من الأكيد أن هيبة السلطات الحكومية قد تناقصت كثيرا بسبب قانون الحظر ، بحيث لم تعد سواء لهذه الهيبة ولا للقانون (النص القانوني الخاص بالحظر) الخاص بها أي خطورة تذكر .
هذا ما يقع حين يتم اصدار قوانين لا يمكن تطبيقها ..
وإنه لعين الهزل حين يكون التصاعد المقلق في نسبة الجريمة في أمريكا له صلة وثيقة بقانون الحظر هذا .
في اعتقادي فهذا القانون يساهم نوعا ما في اضعاف الدولة ؛ فالملاهي (مثلا ) هي أماكن توفر للناس فرصة لتبادل آرائهم و أفكارهم حول القضايا العامة . وكما يبدو لي فإن هذه الفرصة متاحة في هذا البلد .
أما لو كان هناك تضييق (على هذه الفرصة ) ، لكانت الصحافة الخاضعة في جزء كبير منها إلى لوبيات مصلحية تمارس الآن تأثير مبالغ فيه على الرأي العام .


المقطع 25:

بعض الكلمات بخصوص انطباعاتي اتجاه أمريكا من ص 56 إلى 58 (تتمة)


المغالات في تقدير المال هنا في أمريكا أكبر بكثير من تلك التي في أورروبا . لكن كما يبدو لي فهو (هذا التقدير) الآن في تناقص .
من دون شك فالفكرة التي مفادها أن الثروة الكبيرة ليست هي الشرط الأساسي لوجود سعيد ..
صارت هذه الفكرة اليوم منتشرة أكثر فأكثر .

من وجهة نظر فنية ، فقد أعجبت بالذوق الرفيع الذي تحفل به البنايات العصرية وكذا في الوسائل ذات الاستعمال اليومي .
في مقابل ذلك ، أجد أنه سواء الفن التشكيلي ولا الموسيقى ليس لهما تأثير كبير على نفوس هذا الشعب مقارنتا بالشعب الأوروبي .
لكن في الآن ذاته ، أكن الكثير من الاحترام اتجاه انتاجات المؤسسات (الأمريكية) الخاصة بالبحث العلمي .
و نحن مخطئون حين ننسب هذا التفوق الأمريكي في البحث العلمي بشكل خاص إلى الثروة الكبيرة (التي تملكها أمريكا) ؛ فلا يجب نسيان دور الاخلاص ، الصبر ، و روح الصداقة الحميمية (التي عند الأمريكيين)؛
فالميل إلى التعاون (عند الأمريكيين) يلعب دور مهم من أجل الحصول على هكذا نتائج .

ملاحظة أخرى قبل الختام ؛

تعد الولايات المتحدة اليوم كأكثر بلد قوتا و تقدما على المستوى التقني ،و صار لها تأثير هائل على العلاقات الدولية .
لكن رغم عظمة أمريكا ، فيبقى شعبها إلى حد الآن لا يعير اهتمام كبير للمشاكل الدولية الكبرى ؛ توجد على رأسها اليوم ، مسألة نزع السلاح .. فالمفروض أن يكون الأمر مختلف على ما هو عليه
وهو أمر يصب في صالح الأمريكيين نفسهم ؛ فقد أتبتث لنا الحرب الأخيرة ، بأنه لم يعد هناك تباعد بين القارات . بل و حتى مصير كل البلدان صار الآن متشابك بشكل وثيق .
وبالتالي فيجب على هذا البلد أن يقنع شعبه بأن يتحملوا مسؤولية ثقيلة؛ تلك المسؤلية المتعلقة بمجال السياسة الدولية ..
أما الاكتفاء بدور المراقب الغير فاعل فهو ليس أهلا بهذا البلد .
أما في حال تكرس الوضع كما هو عليه ، فأخشى أنه سيعود علينا جميعا بأضرار طويلة الأمد .


نهاية الجزء : بعض الكلمات بخصوص انطباعاتي اتجاه أمريكا


المقطع 26:




جواب إلى النساء الأمريكيات ص 57 (بتصرف)

اعتقدَت أحد العصب النسوية بأنه يجب عليها الاحتجاج على سفر أينشتاين إلى بلدهم ، وهذا هو ردي :

لم يسبق لي أن صادفت في الجنس اللطيف هكذا رفض اتجاء أي مقاربة ..
ولو في حال يحدث ذلك فمن الأكيد أنه لا يكون من طرف عدد كبير من ممثلي هذا الجنس في آن واحد كالذي حصل معي .
لكن ألا يمكن أن تكون هؤلاء المواطنات الحدقات على حق ؟
هل يجب علينا السماح لمجيء رجل يفترس الرأس ماليات العنيدات بنفس الشهية وبنفس الرغبة كالتي كانت عند ال minauteure (أحد الكائنات اليونانية الأسطورية برأس ثور و جسد انسان.. ) حين كان يفترس الحسناوات العذراوت ؟
أو كذلك الرجل الذي له القدرة على عدم خوض أي حرب كانت باستثناء حربه التي لامفر منها مع زوجته ؟

إذن فلتستمعوا إلى نسائكم الحدقات و الوطنيات .
ولتتأملوا في الكابيتول "capitole" لروما المهيبة وكيف هي الأخرى تم انقاذها بواسطة وقوقة إوزاتها الوفية .




نهاية الفصل الأول من الكتاب "comment je vois le monde" .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة لأبو العلاء المعري .

  مصدر أبو العلاء المعري (363 هـ - 449 هـ) (973 -1057م) هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري ، شاعر وفيلسوف ولغوي وأديب عربي من عصر الدولة العباسية، ولد وتوفي في معرة النعمان في الشمال السوري وإليها يُنسب . لُقب بـ رهين المحبسين أي محبس العمى ومحبس البيت وذلك لأنه قد اعتزل الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته. مصدر في قوله: السبيل الوحيد للوصول الى الحقيقة وكشف الزيف والوهم والخرافات "أيها الغرّ إنْ خُصِصْتَ بعقلٍ فاتّبعْهُ ، فكلّ عقلٍ نبي “ يرتجي الناسُ أن يقـومَ إمــامٌ ناطقٌ في الكتيبة الخرســاء كذب الظنُّ لا إمام سوى العقل مشيرا في صبحه والمســاء فإذا ما أطعـتــه جلب الرحمة عند المسير والإرســـاء إنما هذه المذاهب أسبـــاب لجذب الدنيا إلى الرؤسـاء ولا تصدق بما البرهان يبطله فتستفيد من التصديق تكذيبا جاءت أحاديثُ إن صــحتْ فإن لها شأنـا ولكن فيها ضعف إسنادِ فشاور العقل واترك غيره هـــدرا فالعقلُ خيرُ مشيٍر ضمّه النادي في كل أمرك تقليدٌ رضيتَ به حتى مقالك ربي واحدٌ ، أحدُ وقــد أُمرنا بفكرٍ في بدائعه وإن تفكر فيه معشر لحدوا

لبى برىلﻻؤ

كتاب ((كيف وُجِدَت الآلهة)) كاملاً إبراهيم جركس [دراسة في المادية التاريخية] رسالة "كيف وُجِدَت الآلهة" للمفكر الأمريكي جون كيرتشر نشرها خلال عام 1929 يقدّم فيها شرحاً في سياق المادية الديالكتيكية التاريخية لظهور فكرة الله والدين. How The Gods were Made (A Study in Historical Materialism) By: John Keracher Chicago 1929 تحميل الكتاب بصيغة الـ PDF http://www.4shared.com/office/ZzNnH9WB/___online.html المحتويات 1) مقدّمة 2) كيف وُجِدَتْ الآلهة 3) المفهوم اللاهوتي 4) المفهوم المثالي للتاريخ 5) المفهوم المادي للتاريخ 6) الأديان: ظلال جوهر حقيقي 7) الحياة بعد الموت: الروح 8) الفايكينغ 9) الآلهة النرويجية 10) الآلهة الإغريقية 11) الأولمب 12) المحمديون 13) المسيحيون 14) أورشليم الجديدة 15) الإقطاعية 16) الإصلاح 17) العمال الذين ظلّوا متدينين 18) الطبقة العاملة الملحدة 19) البروليتاريا الثورية 20) التنظيم والتحرّر 1) المقدّمة عندما كنت على احتكاك بالحزب الشيوعي في أمريكا، في خريف عام 1910، سمعت بعض أعضائه وهم يت

الأخطاء العلمية الكبيرة بالقرآن

الأخطاء العلمية الكبيرة بالقرآن ... ===۱ - زوجيّة الأشياء في القرآن === مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ / ''سورة الذاريات : 49'' وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ / ''سورة الرعد : 3'' حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ / ''سورة هود : 11'' '''النقض العلمي : ''' اذا طبقت هذه الآبات لوجد فيها الكثير من التناقض مع الوقائع المكتشفة حديثاً فمثلاً النحل ليس زوجان فقط كنوع فهناك الملكة و الذكور و الشغّالات ..و كذلك اغلب الكائنات ذات أنواع كثيرة جدّاً من بري و استوائي و قطبي .... الخ هذا عدا طفرات التخنيث و المنغوليّة .. لذا فلا يمكن علميّاً حصر الكائنات بزوجين فقط لكل شيء منها - المخلوقات أحادية الجنس هناك الكثير من الكائنات وحيدة الجنس أو الخليّة تتكاثر بنفسها دون أن يوجد لها نوع مذكّر و نوع مؤنّث !! و الأمثلّة كثيرة جدّاً منها - [[القرش المطرقة]] bonnethead shark - [[خيار ال